ما هي أسباب صعوبات البلع العصبية؟
- السكتة الدماغية (Stroke): تعتبر من أكثر الأسباب شيوعًا. يمكن أن تؤدي السكتة الدماغية إلى تلف مناطق الدماغ التي تتحكم في عضلات البلع، مما يجعل من الصعب بدء عملية البلع أو إكمالها بأمان.
- مرض باركنسون (Parkinson’s Disease): يؤثر هذا المرض على الحركة بشكل عام، بما في ذلك حركة العضلات المستخدمة في البلع. قد يعاني المرضى من بطء في البلع، وصعوبة في تكوين اللقمة، وزيادة خطر دخول الطعام إلى مجرى الهواء.
- التصلب المتعدد (Multiple Sclerosis – MS): يمكن أن يؤدي التصلب المتعدد إلى تلف الأعصاب التي تنقل الإشارات بين الدماغ وعضلات البلع، مما يسبب ضعفًا أو عدم تنسيق في هذه العضلات.
- التصلب الجانبي الضموري (Amyotrophic Lateral Sclerosis – ALS): يُعرف أيضًا بمرض لو جيريج، وهو مرض تنكسي عصبي يؤثر على الخلايا العصبية الحركية، مما يؤدي إلى ضعف تدريجي في جميع عضلات الجسم، بما في ذلك عضلات البلع.
- إصابات الدماغ الرضية (Traumatic Brain Injury – TBI): يمكن أن تسبب إصابات الرأس تلفًا مباشرًا لمراكز البلع في الدماغ أو للأعصاب المتحكمة فيها.
- أورام الدماغ (Brain Tumors): قد تضغط الأورام على مناطق الدماغ أو الأعصاب المسؤولة عن البلع، أو تتداخل مع وظائفها.
- الوهن العضلي الوبيل (Myasthenia Gravis): هو مرض مناعي ذاتي يسبب ضعفًا في العضلات الإرادية، بما فيها عضلات البلع، ويزداد الضعف مع تكرار استخدام العضلة.
- الخرف (Dementia): في المراحل المتقدمة من بعض أنواع الخرف مثل مرض الزهايمر، قد ينسى المريض كيفية البلع أو يفقد القدرة على تنسيق الحركات اللازمة لذلك.
- اعتلالات الأعصاب الطرفية (Peripheral Neuropathies): بعض الحالات التي تؤثر على الأعصاب الطرفية يمكن أن تشمل الأعصاب المسؤولة عن البلع.
(تواصل الان مع الاستشاري – اضغط هنا)
إحصائيات حول انتشار صعوبات البلع العصبية
- بعد السكتة الدماغية: كما ذكرنا سابقًا، يعاني ما بين 28% إلى 67% من مرضى السكتة الدماغية من درجة معينة من صعوبات البلع، خاصة في المراحل الأولى بعد الإصابة.
- مرض باركنسون: تقدر الدراسات أن ما يصل إلى 50-80% من مرضى باركنسون يعانون من صعوبات في البلع خلال مسار مرضهم، على الرغم من أن الكثيرين قد لا يبلغون عن الأعراض مبكرًا.
- التصلب المتعدد: يمكن أن تحدث صعوبات البلع لدى حوالي 30-40% من مرضى التصلب المتعدد.
- التصلب الجانبي الضموري: يعاني معظم مرضى التصلب الجانبي الضموري من صعوبات شديدة في البلع مع تقدم المرض.
تشخيص صعوبات البلع العصبية: كيف يتم التقييم؟
-
التقييم السريري بجانب سرير المريض (Clinical Bedside Evaluation):
- التاريخ المرضي: يستفسر الطبيب، مثل الدكتور كريم أشرف، عن الأعراض التي يعاني منها المريض (مثل الكحة، الاختناق، الشعور بوجود طعام عالق، فقدان الوزن)، والأمراض العصبية التي يعاني منها، والأدوية التي يتناولها.
- فحص الفم والحلق: يتم فحص قوة وحركة عضلات الفم واللسان والفك، وتقييم المنعكسات البلعومية.
- مراقبة البلع: يُطلب من المريض بلع كميات صغيرة من الماء أو الطعام بقوام مختلف (سائل، مهروس، صلب) بينما يراقب الطبيب أو أخصائي أمراض التخاطب والبلع علامات الصعوبة، مثل تأخر بدء البلع، الكحة، تغير الصوت بعد البلع، أو علامات دخول الطعام إلى مجرى الهواء.
- تقييم الصوت: يمكن أن يشير الصوت “المبلل” أو “المبحوح” بعد البلع إلى احتمال دخول سوائل أو طعام إلى الحنجرة.
-
الفحوصات الآلية (Instrumental Assessments): إذا أشار التقييم السريري إلى وجود مشكلة، أو لتحديد تفاصيل أدق حول طبيعة الخلل في البلع، قد يتم اللجوء إلى فحوصات متخصصة، من أهمها:
-
تقييم البلع بالمنظار الليفي (Flexible Endoscopic Evaluation of Swallowing – FEES):
- يعتبر هذا الفحص من الفحوصات الهامة والدقيقة لتقييم صعوبات البلع العصبية. يتم إدخال منظار رفيع ومرن مزود بكاميرا صغيرة عبر الأنف إلى الحلق، مما يسمح للطبيب بمشاهدة عملية البلع بشكل مباشر على شاشة.
- يمكن للمنظار رؤية تراكم الطعام أو السوائل في الحلق، وتقييم حركة الأحبال الصوتية، والكشف عن دخول أي مواد إلى مدخل الحنجرة أو القصبة الهوائية (الشفط أو الاختراق).
- يمكن إجراء الفحص أثناء تناول المريض لكميات صغيرة من الطعام أو السوائل الملونة (عادة باللون الأخضر أو الأزرق) لتسهيل رؤيتها.
- من مميزات فحص FEES أنه يمكن إجراؤه في العيادة أو بجانب سرير المريض، ولا يعرض المريض للإشعاع.
-
تقييم البلع بالفيديو الفلوروسكوبي (Video Fluoroscopic Swallowing Study – VFSS):
- يُعرف أيضًا باسم “فحص الباريوم المعدل للبلع”. يتم تصوير عملية البلع بالأشعة السينية بشكل مستمر (فيديو) بينما يتناول المريض كميات من سائل أو طعام ممزوج بمادة الباريوم (مادة تظهر بوضوح في الأشعة السينية).
- يسمح هذا الفحص برؤية جميع مراحل البلع، من الفم إلى المريء، وتقييم حركة الطعام والسوائل بدقة، وتحديد مكان المشكلة بدقة، وما إذا كان هناك شفط صامت (دخول الطعام لمجرى الهواء بدون كحة).
-
علاج صعوبات البلع العصبية: خيارات متعددة لتحسين جودة الحياة
-
العلاج غير الدوائي (Non-Pharmacological Treatment):
- تعديل قوام الطعام والسوائل (Dietary Modifications):
- قد يُنصح بتغيير قوام الطعام ليصبح أسهل في البلع، مثل تناول الأطعمة المهروسة أو اللينة.
- يمكن تثخين السوائل باستخدام مواد مخصصة لجعلها أبطأ في التدفق وأسهل في التحكم.
- تمارين البلع (Swallowing Exercises):
- يقوم أخصائي أمراض التخاطب والبلع بتعليم المريض تمارين محددة لتقوية عضلات البلع وتحسين تنسيقها وزيادة نطاق حركتها.
- تشمل هذه التمارين تمارين للسان والشفاه والفك والحلق.
- الاستراتيجيات التعويضية والمناورات البلعومية (Compensatory Strategies and Swallowing Maneuvers):
- تتضمن تقنيات معينة لتغيير وضعية الرأس أو الجسم أثناء البلع (مثل إمالة الرأس، أو تدوير الرأس) لتوجيه الطعام بشكل أفضل وتقليل خطر الشفط.
- تشمل أيضًا مناورات مثل “بلع الجهد” (effortful swallow) أو “بلع فوق المزمار” (supraglottic swallow) لتحسين كفاءة البلع وحماية مجرى الهواء.
- التحفيز الحسي (Sensory Stimulation):
- يمكن استخدام بعض المنبهات الحسية (مثل البرودة أو الطعم الحامض) لتحفيز منعكس البلع وتحسين الوعي الحسي في الفم والحلق.
- التغذية الأنبوبية (Tube Feeding):
- في حالات صعوبات البلع العصبية الشديدة حيث لا يستطيع المريض تناول ما يكفي من الطعام والسوائل بأمان عن طريق الفم، قد يتم اللجوء إلى التغذية عن طريق أنبوب يتم إدخاله عبر الأنف إلى المعدة (أنبوب أنفي معدي) لفترة قصيرة، أو يتم إدخاله جراحيًا مباشرة إلى المعدة (فغر المعدة بالمنظار عن طريق الجلد – PEG) للتغذية على المدى الطويل. هذا يضمن حصول المريض على التغذية الكافية ويقلل خطر الشفط.
- تعديل قوام الطعام والسوائل (Dietary Modifications):
-
العلاج الدوائي (Pharmacological Treatment):
- في بعض الحالات، قد تساعد بعض الأدوية في تحسين صعوبات البلع العصبية، خاصة إذا كانت مرتبطة بحالات معينة مثل مرض باركنسون أو الوهن العضلي الوبيل. على سبيل المثال، الأدوية التي تزيد من مستوى الدوبامين قد تحسن البلع لدى مرضى باركنسون، والأدوية التي تعزز النقل العصبي العضلي قد تفيد مرضى الوهن العضلي.
- يمكن أيضًا استخدام أدوية لتقليل إفراز اللعاب إذا كان اللعاب الزائد يمثل مشكلة.
- من المهم ملاحظة أن العلاج الدوائي ليس هو الحل الأساسي لمعظم حالات عسر البلع العصبي، وغالبًا ما يكون دوره مكملًا للعلاجات غير الدوائية.
-
خيارات علاجية أخرى:
- التحفيز الكهربائي العصبي العضلي (Neuromuscular Electrical Stimulation – NMES): يتضمن وضع أقطاب كهربائية على الجلد فوق عضلات البلع لتوصيل تيارات كهربائية خفيفة بهدف تحفيز وتقوية هذه العضلات. لا يزال هذا العلاج قيد البحث لتحديد فعاليته المثلى.
- حقن البوتوكس (Botox Injections): في حالات تشنج العضلة الحلقية البلعومية (cricopharyngeal muscle spasm) الذي يعيق مرور الطعام، يمكن حقن البوتوكس في هذه العضلة لإرخائها.
العلامات المبكرة يمكن أن تشمل الكحة أو الاختناق المتكرر أثناء أو بعد تناول الطعام أو الشراب، الشعور بأن الطعام “يعلق” في الحلق، سيلان اللعاب، تغير في الصوت بعد البلع (صوت مبلل أو مبحوح)، فقدان الوزن غير المبرر، أو التهابات صدرية متكررة نتيجة لدخول الطعام إلى الرئتين. إذا لاحظت أيًا من هذه الأعراض، من المهم استشارة طبيب متخصص في صعوبات البلع العصبية.
يعتمد التحسن أو الشفاء على عدة عوامل، بما في ذلك سبب صعوبات البلع العصبية، شدة الحالة، مدى التلف العصبي، والحالة الصحية العامة للمريض. في بعض الحالات، خاصة بعد السكتة الدماغية، يمكن تحقيق تحسن كبير أو حتى شفاء كامل مع العلاج التأهيلي المكثف والتدخل المبكر. في حالات أخرى، قد يكون الهدف هو تحسين وظيفة البلع قدر الإمكان وتقليل المضاعفات وضمان التغذية الآمنة.
معظم المرضى يتحملون فحص FEES بشكل جيد. يتم استخدام مخدر موضعي خفيف في الأنف لتقليل أي إزعاج. قد يشعر المريض ببعض الضغط أو الإحساس بوجود شيء في الأنف أو الحلق، ولكنه عادة لا يكون مؤلمًا. الإجراء سريع نسبيًا ويوفر معلومات قيمة جدًا لتشخيص صعوبات البلع العصبية.
يلعب أخصائي أمراض التخاطب والبلع دورًا محوريًا في تقييم وعلاج صعوبات البلع العصبية. يقوم الأخصائي بإجراء التقييم السريري، وقد يشارك في الفحوصات الآلية، ثم يضع خطة علاجية فردية تتضمن تمارين البلع، وتعديل قوام الطعام، وتعليم استراتيجيات البلع الآمنة، وتقديم النصح للمريض وعائلته.
يمكنك تقديم الدعم من خلال تشجيعه على الالتزام بالخطة العلاجية، والمساعدة في تحضير الطعام بالقوام المناسب، وتوفير بيئة هادئة ومريحة أثناء تناول الوجبات، ومراقبة أي علامات لتدهور الحالة. من المهم أيضًا التحلي بالصبر والتفهم، والتواصل المستمر مع الفريق الطبي المعالج للحصول على الإرشادات.
إذا كنت أنت أو أحد أفراد أسرتك تعانون من أي أعراض مرتبطة بـصعوبات البلع العصبية، فلا تتأخر في طلب المساعدة المتخصصة. التشخيص الدقيق والعلاج المبكر هما مفتاحك نحو تحسين جودة حياتك وتجنب المضاعفات.
الدكتور كريم أشرف، استشاري المخ والأعصاب، بخبرته الواسعة في تشخيص وعلاج الحالات العصبية المختلفة، بما في ذلك صعوبات البلع العصبية، وفريقه المتخصص،พร้อม لمساعدتك.
لحجز موعد أو للاستفسار، يرجى التواصل عبر الهاتف أو الواتساب على الأرقام التالية:
01120112211
01140733733
لا تدع صعوبات البلع العصبية تحد من استمتاعك بالحياة. اتخذ الخطوة الأولى نحو صحة أفضل اليوم!